السياسيون والمتدينون.. صراع اللاهوتية والمصالح

(كتب/ ماجد عبدالله)
في وقتنا الحالي لا تستطيع أن تفرق بين الدين والسياسة، ليس لصعوبتها وإنما لازدواجيتها وتداخلهما فيما بينهما، فعندما تنظر إلى السياسيين تراهم يحملون أهداف وأفكار ضد الآخر إما سلبية أو إيجابية، وعندما تأت إلى المتدينين تلاحظهم يحملون نفس الأفكار ولكن بأيديولوجيات مختلفة وتحت مسميات بعيدة عن الدين الذي ينتمون إليه، حتى أصبح الدين سياسة والسياسة دين، وهنا يستخدم المتدينون السياسة لبسط نفوذهم وإقصاء الآخر، ويستخدم السياسيون الدين لشرعنة تواجدهم وحجية امتلاكهم السلطة تحت غطاء شمولي متفرد بذاته.


وإلى ذلك تجد حملة الدين والسياسة في مربع واحد لمحاربة العقل وتجميده عن العمل وإجهاض تحركاته، لأنه ليس من صالح هذين الشبحين أن يتحرك الفكر لأنه سيكشف ألاعيبهما وسيؤدي إلى كساد تجارتهما في سوق النخاسة، لذا تجدهما في حرب مستمرة، بيد أن هناك مكونات دينية عقلانية تتقبل الفكر وترفض التكفير وتقاوم؛ لبقائها؛ خشية الإقصاء والتهميش، الذي لطالما تعرضت له في ظل وجود الحكم التكفيري، وهذا حق واجب لهم، لأنه من حقك كإنسان أن تحافظ على بقاءك، كما ليس من حقك أن ترفض التعايش، وهذا مالا نراه، حيث أن هناك قبول لمن ينضم إلى هذه المكونات الحديثة والتنويرية، التي تحاكي العقل والمنطق من خلال الدين القرآن.

ومهما حاول الكثير من المتطرفين في تأجيج صراع ديني تراه ينتهي بالقتل وكذلك السياسي، ومن هذا المنطلق يجب أن تكون هناك ثورة مضادة مدججة بالوعي والحرية، لكشف ما يدور خلف كواليس هذه الإستراتيجيات التي تتاجر بأرواح البشر تحت مسميات قومية، وهي في الأصل تبحث عن نفوذ ومصالح مرتبطة بثروات الدول التي تمتلك مخزونا حيويا أو منفذا ملاحيا، وبعد كل هذا لا زالت الشعوب تتطلع بعين التفاؤل أن القادم سيكون حافلا بالأجيال الواعدة، التي ستخرج من بوتقة الخرافات والجهل والتخلف، إلى نور العلم والمعرفة، وتقدم العقل عن كل شيء، كون الإله اوجده لنا لكي نتفكر في كل شيء، حتى في الذات اللاهوتية، بل جعلها من ضمن الأعمال الصالحة أفلا يتفكرون.

السياسيون والمتدينون.. صراع اللاهوتية والمصالح

(كتب/ ماجد عبدالله) في وقتنا الحالي لا تستطيع أن تفرق بين الدين والسياسة، ليس لصعوبتها وإنما لازدواجيتها وتداخلهما فيما بينهما، فعندما تن...